عمان اليوم

الصحة: جهود مستمرة لخفض معدلات المراضة ووفيات الأمهات والأطفال

19 مارس 2018
19 مارس 2018

تبني سياسات لتحسين جودة الخدمات المقدمة للطفل -

العمانية - تحظى الرعاية الصحية بالسلطنة باهتمام ملحوظ في الخدمات الصحية الأساسية المقدمة من وزارة الصحة سواءً للمواطن أو المقيم عبر المستشفيات والمراكز الصحية المنتشرة في مختلف ولايات ومحافظات السلطنة.

وقد أعدت وزارة الصحة العديد من البرامج والخدمات الصحية التي ساهمت في رفع منظومة الرعاية الصحية من خلال النظرة المستقبلية للنظام الصحي «الصحة 2050» التي تعد إحدى موجهات الرؤية المستقبلية (2040) فيما يتعلق بالنظام الصحي في السلطنة.

وقالت الدكتورة فاطمة بنت إبراهيم النبهانية مديرة دائرة صحة المرأة والطفل بوزارة الصحة في حديث لوكالة الأنباء العمانية: إن القطاع الصحي في السلطنة شهد تطورًا جذريًا في مفهوم الخدمات الصحية وفي مجالات تطبيقها وكان هذا التطور متماشيًا مع خطوات التنمية والتطوير في جميع المجالات الأخرى.

وأضافت أن وزارة الصحة حصلت على الجائزة الماسية الدولية للتميز في الجودة والتي مُنحت من قبل المؤسسة الأوروبية لبحوث الجودة وذلك في حفل رسمي أقيم في مدينة فيينا بالنمسا بمشاركة ٥٤ مؤسسة من ٤٣ دولة.

وأشارت إلى أن التطور الملحوظ في صحة الطفل يُعزى إلى تبني وزارة الصحة لسياسة الصحة للجميع بالتعاون مع الجهات المعنية والمنظمات الدولية لتحسين جودة الخدمات المقدمة لهاتين الفئتين من المجتمع ورفع كفاءة العاملين الصحيين ونشر التوعية في المجتمع بأهم المشاكل الصحية والوقاية منها والحث على العادات والممارسات الصحية السليمة.

وأوضحت أن وزارة الصحة اتخذت أسلوب وضع خطط خمسية متعاقبة للتنمية الصحية اشتملت ثلاث مراحل..

ففي المرحلة الأولى تضمنت عملية التوسع الأفقي في البنية الأساسية للخدمات الصحية للوصول بها إلى مختلف فئات المجتمع العماني، وفي المرحلة الثانية تضمنت تطوير نوعية الخدمات الصحية لتصبح أكثر شمولية وتناولت مختلف جوانب الرعاية التعزيزية والوقائية والعلاجية والتأهيلية ورسم وتنفيذ البرامج النوعية التي تستهدف مشكلات صحية مهمة وفئات حساسة..

أما المرحلة الثالثة فركزت على دعم البرامج الصحية وتناولت مفهوم الرعاية الصحية الأولية وإدارة الخدمات الصحية بأسلوب اللامركزية وكيفية التعامل مع نوعية الأمراض الحديثة الناتجة عن تغير أسلوب الحياة إلى الأسلوب العصري والتغير في التركيب السكاني.

وأكدت الدكتورة فاطمة النبهانية أن وزارة الصحة قد بدأت الإعداد والعمل على الخطة الخمسية التاسعة/‏‏ 2016-2020 والتي تضمنت مجال صحة المرأة والطفل وخفض معدلات المراضة ووفيات الأمهات والأطفال وفق المعدلات الوطنية والدولية من خلال تحقيق النتائج المتوقعة وهي: تحسين جودة الخدمات الوقائية والعلاجية المقدمة ضمن حزمة برنامج الصحة الإنجابية وتقوية نظام الرصد والتبليغ عن وفيات الأمهات والأطفال وتعزيز الخدمات الوقائية والعلاجية المقدمة ضمن حزمة برنامج صحة الطفل بالإضافة إلى تعزيز الشراكة مع القطاعات الأخرى للنهوض بصحة المرأة والطفل وتحسين السلوك الإنجابي.

وقالت: إن هذه النتائج تندرج تحت العديد من الأنشطة الأساسية والفرعية منها تعزيز الخدمات المقدمة، والتوسع في بعض البرامج وزيادة عدد وكفاءة العاملين الصحيين في تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية وإجراء الدراسات والبحوث في القضايا الصحية ذات الأولوية ورفع الوعي المجتمعي بالموضوع ذي الصلة بصحة المرأة والطفل.

وأضافت مديرة دائرة صحة المرأة والطفل بوزارة الصحة أن أبرز المشاكل والمعوقات التي تحتاج مزيدًا من التدخل، التشوهات الخلقية والأمراض الجينية والوراثية والتي تعد المسبب الرئيسي لوفيات الأطفال حديثي الولادة والرضع مشيرة إلى أن الوزارة تعمل على وضع خطه وطنية للتوسع في خدمات الكشف المبكر عن الأمراض الجينية والوراثية وتقديم المشورة الطبية للمقبلين على الزواج خصوصًا زواج الأقارب والحث على الفحص الطبي قبل الزواج بهدف التعرف على بعض هذه الأمراض مبكرًا والتدخل مبكرًا لتفادي أية مضاعفات.

وبينت أن التدخلات المبكرة ساهمت في خفض معدلات وفيات الأطفال من خلال تبني برامج تعنى بالطفل في فترة تكوينه خلال مرحلة الحمل «المرحلة الجنينية» مثل التشخيص المبكر للحمل والرعاية المنتظمة للحامل وتعزيز الحمل السليم والتغذية الكافية للأم وتوفير حبوب الحديد وتحصين النساء الحوامل ضد التيتانوس والتوسع في خدمات التوليد بالإضافة إلى حث النساء على الولادة في المؤسسات الصحية.

وفيما يتعلق بالتحسن في مؤشرات صحة الطفل أشارت الدكتورة فاطمة النبهانية إلى أهمية التخطيط الأسري وذلك بترك فترة زمنية بين طفل وآخر لا تقل عن ثلاث سنوات موضحة أن الحمل المتقارب قد ينتج عنه مشاكل صحية للأم وطفلها ومشاكل اجتماعية واقتصادية.

وقالت الدكتورة فاطمة بنت إبراهيم النبهانية مديرة دائرة صحة المرأة والطفل بوزارة الصحة إن وزارة الصحة قد أدركت في وقت مبكر من عصر النهضة أهمية تقديم خدمات المباعدة بين الولادات في جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية مع تقديم المشورة الصحية لكل مستفيدة.

كما يتم تقديم المشورة للأم بعد الولادة في المؤسسات التي تقدم خدمات الولادة- أولية-ثانوية- ثالثية- بأهمية استخدام إحدى وسائل المباعدة الحديثة مشيرةً إلى أن هناك علاقة وثيقة بين فترات المباعدة ومعدلات الأطفال الخدج والإصابة بالتشوهات الخلقية وسوء التغذية على مدى السنين المبكرة من العمر.